سورة البينة - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البينة)


        


{لَمْ يَكُنِ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب} اليهود والنصارى فإنهم كفروا بالإِلحاد في صفات الله سبحانه وتعالى و{مِنْ} للتبيين. {والمشركين} وعبدة الأصنام. {مُنفَكّينَ} عما كانوا عليه من دينهم، أو الوعد باتباع الحق إذ جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم. {حتى تَأْتِيَهُمُ البينة} الرسول عليه الصلاة والسلام أو القرآن، فإنه مبين للحق أو معجزة الرسول بأخلاقه والقرآن بإفحامه من تحدى به.
{رَسُولٌ مِّنَ الله} بدل من {البينة} بنفسه أو بتقدير مضاف أو مبتدأ. {يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً} صفته أو خبره، والرسول عليه الصلاة والسلام وإن كان أمياً لكنه لما تلا مثل ما في الصحف كان كالتالي لها. وقيل المراد جبريل عليه الصلاة والسلام وكون الصحف {مُّطَهَّرَةٍ} أن الباطل لا يأتي ما فيها، أو أنها لا يمسها إلا المطهرون.
{فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ} مكتوبات مستقيمة ناطقة بالحق.
{وَمَا تَفَرَّقَ الذين أُوتُواْ الكتاب} عما كانوا عليه بأن آمن بعضهم أو تردد في دينه، أو عن وعدهم بالإِصرار على الكفر. {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينة} فيكون كقوله: {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} وإفراد أهل الكتاب بعد الجمع بينهم وبين المشركين للدلالة على شناعة حالهم، وأنهم لما تفرقوا مع علمهم كان غيرهم بذلك أولى.
{وَمَا أُمِرُواْ} أي في كتبهم بما فيها. {إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} لا يشركون به. {حُنَفَاء} مائلين عن العقائد الزائغة. {وَيُقِيمُواْ الصلاة وَيُؤْتُواْ الزكواة} ولكنهم حرفوا وعصوا. {وَذَلِكَ دِينُ القيمة} دين الملة القيمة.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب والمشركين فِى نَارِ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا} أي يوم القيامة، أو في الحال لملابستهم ما يوجب ذلك، واشتراك الفريقين في جنس العذاب لا يوجب اشتراكهما في نوعه فلعله يختلف لتفاوت كفرهما. {أَوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ البرية} أي الخليقة. وقرأ نافع {البريئة} بالهمز على الأصل.
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البرية جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ جنات عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً} فيه مبالغات تقديم المدح، وذكر الجزاء المؤذن بأن ما منحوا في مقابلة ما وصفوا به والحكم عليه بأن من، {عِندَ رَبّهِمْ}، وجمع {جنات} وتقييدها إضافة ووصفاً بما تزداد لها نعيماً، وتأكيد الخلود بالتأييد. {رَّضِىَ الله عَنْهُمْ} استئناف بما يكون لهم زيادة على جزائهم. {وَرَضُواْ عَنْهُ} لأنه بلغهم أقصى أمانيهم. {ذلك} أي المذكور من الجزاء والرضوان. {لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ} فإن الخشية ملاك الأمر والباعث على كل خير.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة لم يكن الذين كفروا كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقيلاً».